الحمد لله الذي أمر العباد ببذل البر وإسداء جلائل المعروف والإحسان وتفضل على المتقين والمحسنين من عباده بمعيتة الخاصة وحظاهم بجزيل ثوابه في الرجعى . فقال تعالى : في التنزيل العزيز: ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) وقال جل ذكره : ( ليجزي الذين أحسنوا بالحسنى). والصلاة والسلام على نبي الرأفة ورسول المرحمة وعلى آله الأطهار وصحبه الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المعاد . أما بعد : فإن السعي في عمل الخير والإحسان والتواصي بالمرحمة من أجل القربات التي يعظم بها الأجر وتعلو بها الدرجات وقد حثت شريعة الإسلام على ضرورة التعاون والتكافل والتناصر بين المؤمنين واعتبرت ذلك من أهم الركائز التي تقوم عليها حياة المجتمع الإسلامي وتسمو بالإنسان لمراقي الكمال وتنمي فيه الخصال النبيلة وتغرس في نفسه خلق الرحمة والشفقة على أخيه الإنسان الذي يكابد البؤس ويقاسي الحرمان نتيجة لتقلب الظروف والأحوال فيسعى لتخيف معانات أخيه بما يتيسر له من سبيل. ولما بدت الحاجة تتسع وطبيعة هذا العصر اقتضت العمل من خلال مؤسسات مختصة في الجوانب الخيرية والإنسانية كان تنادي ثلة طيبة لإقامة هذا الصرح الشامخ جمعية الإحسان الخيرية بالسودان في عام 1993م والتي ظلت تضطلع بمهام العمل الخيري في الوسط الاجتماعي منذ ما يفوق ربع قرن من الزمان فأفادت بخدماتها في مجال الدعوة والتعليم والرعاية الاجتماعية والمشروعات الخدمية والتنموية والإنشائية والموسمية قطاعات عريضة من الشرائح الضعيفة عناية ورعاية متعاونة ومتساندة مع أهل البر والفضل والإحسان من أفراد كرام ومؤسسات رائدة في مجال العمل الخيري فلهم من الشكر أجزله ومن الثناء أبلغه وأوفاه حيث ظلوا يعملون معها دون ملل ويقدمون العون دون انقطاع فيما نذروا له أنفسهم من صنائع المعروف نسأل الله أن يتقبل منهم مابذلوا ويجزيهم يوم لقائه بالحسنى . وهكذا دأبت الجمعية خلال عمرها الزاهي تقدم الخير في شتى المجالات وتوصل العطاء الذي تجود به أيدي المحسنين البيضاء لمستحقيــــه وتأمــــل فيمــــا يستقبل من زمان أن تواصل مسيرتها الخيرية مع شركاءها وترتقي في سلــــم النجاحات
في ساحات البذل والعطاء والنفع العام.